هل أعددت لنفسك جوابًا؟
"هل فكرت يومًا أن برّك بوالديك ليس فقط مفتاحًا لرضاهما، بل طريقًا إلى الجنة؟ وهل خطر ببالك أن عقوقهما قد يُلقي بك في المهالك؟ ربّما تنشغل عن أفعال بسيطة تُرضي قلبَيْ من جعلهما الله سببًا في وجودك، بينما تظن أنك تملك الوقت لإصلاح ما فات. لكن، هل سيبقى الوقت إلى الأبد؟"
صورة لولد شاب يقبل يد أمه بارا بها
الإحسان بالوالدين، أمرٌ رباني وأجر عظيم:
الإحسان إلى الوالدين ليس اختيارًا أو عملًا
إضافيًا، بل هو أمرٌ إلهي ورد في القرآن الكريم وأكدته الأحاديث النبوية الشريفة.
يقول الله تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُواْ إِلَّآ إِيَّاهُ
وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ" (الإسراء: 23.
تأمل هذا الأمر، فالله قد قرن طاعته ببر الوالدين،
دليلًا على عِظَم مكانتهما.
ويقول عز وجل أيضًا:
"(وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ
وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٍ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي
وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ" (لقمان: 14.
وهذا يوضح مشقة الأم في حمل الأبناء ورعايتهم، مما
يجعل الإحسان إليهما أقل ما يُرد به الجميل.
الأحاديث النبوية تعزز مكانة بر الوالدين:
جاءت الأحاديث النبوية لتُبين عظيم أجر بر الوالدين. يقول النبي ﷺ: (رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ" (رواه الترمذي فكيف تتوقع رضا الله وأنت تعصي والديك أو تهمل حقوقهما؟
وفي حديث آخر، سُئل النبي ﷺ: أيّ العمل أحب إلى الله؟ فقال: (الصَّلاةُ علَى وقْتِها"، قِيلَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: "بِرُّ الوَالِدَيْنِ". (رواه البخاري ومسلم. وهذا يبين أهمية بر الوالدين بعد عبادة الله مباشرة.
صور من الإحسان إلى الوالدين:
- الكلام
اللين والدعاء لهما:
قال الله تعالى:
"(فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا
قَوۡلٗا كَرِيمٗا" (الإسراء: 23.
حتى كلمة "أف" تُعتبر عقوقًا، فكيف بمن
يتجاوز ذلك بالصراخ أو الإهمال؟
- رعايتهما
وخدمتهما:
خاصةً في الكبر، حيث قال تعالى:
"(وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل
رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا" (الإسراء: 24.
واجبك أن تكون مصدر الراحة لهما، لا العكس.
- الدعاء
المستمر:
قال رسول الله ﷺ:
"(إذا ماتَ الإنسانُ انقَطعَ عنهُ عملُهُ إلَّا من ثلاثةٍ: صدقةٍ
جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفعُ بِهِ، أو ولدٍ صالحٍ يدعو لَهُ" (رواه مسلم.
الدعاء أعظم هدية تقدمها لوالديك في حياتهم وبعد
موتهم.
أضرار عقوق الوالدين:
عقوق الوالدين جريمة عظيمة قد تُسبب في غضب الله وحرمان بركته. يقول النبي ﷺ:
"(ألا أُنَبِّئُكم بأكبرِ الكبائرِ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ،
قال: الإشراكُ باللهِ، وعقوقُ الوالدينِ
" (رواه البخاري ومسلم.
فمن يعق والديه يعرض نفسه للحرمان من الخير في
الدنيا والآخرة.
اغتنم الفرصة قبل فوات الأوان:
"والداك جسرٌ تعبر به إلى رضا الله والجنة. فلا تنتظر أن تفقدهما لتدرك قيمتهما، وكن ذلك الابن البار الذي يُضيء حياتهما بالدعاء والعمل الصالح. فأمامك فرصة لتكسب الجنة بخطوات بسيطة: كلمة طيبة، دعاء صادق، وخدمة خالصة. اجعل من بر الوالدين عنوان حياتك، فلن تندم يوم تلقى الله."