هل يجوز وضع الخبز في الثلاجة؟

 

تخزين الخبز في المجمدة

يعد الخبز عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي للعديد من الأشخاص، ولكن يتم حفظه بشكل مختلف في كل ثقافة. في العديد من المنازل، يعد تجميد الخبز ممارسة شائعة، ولكن له بعض العيوب التي يجب أخذها في الاعتبار. ووفقا لخبير الصحة والسلامة الغذائية لورين ساورو، يمكن تخزين الخبز بأمان في الثلاجة، مما يسمح له بالاستمرار لفترة أطول. ومع ذلك، فإن تخزينه في الثلاجة يتسبب في جفاف الخبز وتفتته، مما قد يمثل مشكلة.

ترجع هذه الظاهرة إلى عملية تسمى تراجع النشا، أي تبلور النشا، الناتج عن تغير في بنية جزيء النشا. تعتقد اختصاصية التغذية المسجلة شيلي بولز أن أفضل مكان لتخزين الخبز هو دائمًا مكان بارد وجاف. إنها تعتبره أفضل مكان للسلامة والجودة. إذا قررت تبريده على أي حال، فتذكر وضعه في كيس بِسَحَّابْ لتجنب حرقه عند إخراجه.

فبالرغم أن تجميد الخبز يعتبر طريقة فعالة للحفاظ عليه طازجًا وتجنب الهدر، إلا أن لهذه الممارسة بعض الجوانب السلبية التي قد تؤثر على الجودة الغذائية، والذوق، والملمس، بل وحتى على الصحة والبيئة.

 فيما يلي استعراض لبعض السلبيات التي قد تواجهها عند تجميد الخبز.

1) فقدان الجودة والنكهة:

على الرغم من أن التجميد يحافظ على الخبز لفترة طويلة، إلا أنه قد يؤثر سلبًا على جودته ونكهته. مع مرور الوقت في المجمدة، قد يفقد الخبز جزءًا من طعمه الطازج ونكهته الأصلية، حيث تتغير مكونات الخبز بفعل التجميد مما يؤدي إلى اختلاف طفيف في الطعم عند إعادة تسخينه. هذا يمكن أن يكون محبطًا لأولئك الذين يفضلون الخبز الطازج ويشعرون بالفرق بينه وبين الخبز المجمد.

2) تغير في الملمس والقوام:

التجميد يؤثر أيضًا على ملمس الخبز وقوامه. فعند تجميد الخبز ثم إذابته، تتشكل بلورات ثلجية دقيقة داخل المسامات، مما يؤدي إلى سحب جزء من الرطوبة من العجين. نتيجة لذلك، يمكن أن يصبح الخبز أكثر جفافًا ويفقد الطراوة التي يتمتع بها الخبز الطازج. هذا التغير في القوام يصبح أكثر وضوحًا في الخبز الناعم أو الرقيق، مثل الكرواسون أوالبتيبان أو المعجنات الأخرى، التي تعتمد على هشاشتها وتماسك طبقاتها.

3) التأثيرات الصحية:

بعض أنواع الخبز تتضمن مكونات إضافية مثل المواد الحافظة أو النكهات الاصطناعية التي يمكن أن تتأثر بالتجميد. عند تجميد الخبز ثم إذابته، قد يؤدي ذلك إلى تكسر بعض هذه المركبات أو تغير خصائصها. في بعض الحالات، يمكن أن يسبب التجميد الطويل نمو كائنات مجهرية مقاومة لدرجات الحرارة المنخفضة، وإذا لم يتم تسخين الخبز بشكل صحيح بعد إذابته، قد يزيد هذا من مخاطر التلوث الغذائي أو التسبب في مشاكل صحية. 

4 ) عدم ملاءمة بعض الأنواع للتجميد :

ليس كل أنواع الخبز مناسبة للتجميد، إذ أن بعض الأنواع تحتوي على مكونات حساسة تتأثر سلبًا بالتجميد، مثل المعجنات الدهنية أو الفطائر من الدقيق الممتاز. هذه الأنواع غالبًا ما تفقد قوامها تمامًا عند التجميد، وقد لا تعود إلى قوامها الأصلي بعد إذابتها. هذا يعني أنه يجب استهلاكها خلال فترة قصيرة، ويجعل تجميدها حلًا غير فعال.

تعفن الخبز بسبب عدم معرفة مكونات الخبز

 

5) الميل إلى تراكم الخبز والنسيان:

تجميد الخبز يمكن أن يؤدي أحيانًا إلى تراكم كميات زائدة داخل المجمد دون الحاجة إليها فعليًا. هذا يؤدي إلى نسيان بعض الخبز المجمد لفترات طويلة، وبالتالي انتهاء صلاحيته وفقدانه للطعم والجودة. هذا التكدس يجعل من الصعب إدارة المجمدة بشكل صحيح ويزيد من احتمالية التخلص من خبز مجمد بعد مدة طويلة.

6) صعوبة تذويب الخبز بالشكل المناسب:

عملية إذابة الخبز المجمد ليست دائمًا بسيطة أو فعالة. بعض الناس يلجأون إلى استخدام الميكروويف، والذي يمكن أن يؤدي إلى جفاف الخبز من الداخل أو جعله مطاطيًا. البعض الآخر قد يواجه مشكلة في تذويبه في درجة حرارة الغرفة، حيث يتطلب ذلك وقتًا طويلاً ولا يضمن عودة الخبز إلى طراوته الأصلية، مما يؤثر على التجربة النهائية للخبز بعد التذويب.

كيفية تجميد الخبز بالشكل الأمثل:

للحصول على أفضل النتائج، هناك خطوات معينة يجب اتباعها عند تجميد الخبز:

اختيار نوعية الخبز: ليس كل أنواع الخبز مناسبة للتجميد. الخبز الكامل والحبوب الكاملة مثل التوست يمكن تجميدها بشكل ممتاز. أما الخبز الذي يحتوي على الكثير من الدهون مثل الكرواسون أو الفطائر فقد يتأثر قوامه بعد التجميد.

تقسيم الخبز: من الأفضل تقطيع الخبز إلى شرائح أو تقسيمه حسب الكمية التي تحتاجها في كل مرة. فبهذا لن تحتاج إلى فك تجميد كامل الخبز واستخدام جزء منه فقط.

تغليف الخبز بإحكام: يُفضل وضع الخبز في كيس بلاستيكي قابل للإغلاق مع إزالة الهواء تمامًا منه، أو تغليفه بغلاف بلاستيكي وطبقة من ورق الألمنيوم. الهدف من ذلك هو منع تشكّل الثلج الذي قد يغير من قوام الخبز.

تغليف الخبز بغلاف بلاستيكي

 

التخزين في مجمد على حرارة مناسبة: يجب ضبط المجمد عند درجة حرارة ثابتة

 (-18 درجة مئوية)، حيث يساعد هذا على الحفاظ على الخبز بأفضل حالة.

طريقة تذويب الخبز بعد تجميده:

للحفاظ على الطراوة بعد التجميد، يمكن ترك الخبز ليذوب في درجة حرارة الغرفة لمدة ساعة تقريبًا. أو إذا كنت بحاجة إلى تسخينه بسرعة، يمكنك وضعه في الفرن لبضع دقائق، وسيعود طازجًا كما لو كان خارج الفرن للتو. تجنب استخدام الميكروويف، حيث إنه قد يجعل الخبز طريًا من الداخل ومطاطيًا.

مدة تخزين الخبز في المجمدة:

بشكل عام، يمكن تخزين الخبز في المجمد لمدة تصل إلى 3-6 أشهر. بعد هذه الفترة، قد يبدأ الخبز بفقدان طعمه الأصلي وتغيّر قوامه. لذا من الأفضل عدم تخزينه لفترات طويلة، بل استهلاكه في غضون عدة أشهر من التجميد.

نصائح إضافية للحفاظ على الخبز لأطول فترة:

استخدام أكياس مخصصة للتجميد: فهذه الأكياس تمنع دخول الهواء بشكل أفضل من الأكياس العادية.

التجميد فورًا بعد الشراء: إذا لم تكن تنوي استخدام الخبز خلال اليوم، يُفضل تجميده مباشرة بعد شرائه للحفاظ على نكهته.

عدم إعادة التجميد: تجنب تجميد الخبز مرة أخرى بعد إذابته، لأن ذلك يؤثر سلبًا على نسيج الخبز وجودته.

    بينما يساهم تجميد الخبز في تقليل الهدر وتوفير الخبز عند الحاجة، إلا أن له جوانب سلبية ينبغي أخذها في الاعتبار. تأثيره على الطعم والقوام، والصحة، وزيادة استهلاك الطاقة، إلى جانب التحديات في الحفاظ على جودة الخبز وعدم ملاءمة بعض الأنواع، كلها عوامل تجعل من التجميد خيارًا يحتاج إلى دراسة. قبل اعتماد هذه الطريقة كحل أساسي، ينبغي التفكير في الطرق البديلة للحفاظ على الخبز طازجًا، مثل شراء كميات صغيرة بانتظام أو تخزينه في عبوات محكمة في الثلاجة لفترات قصيرة.     

    لذا، يظل تجميد الخبز حلًا مناسبًا في بعض الحالات، لكنه ليس الحل الأمثل للجميع.