التمارين الرياضية ضرورة فى علاج الاكتئاب، مواجهة الاكتئاب بالرياضة
![]() |
العقل السليم في الجسم السليم |
الاكتئاب مشكلة نفسية تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وهو ليس مجرد شعور بالحزن أو اليأس، بل يمكن أن يؤثر على الحياة اليومية للفرد ويجعله غير قادر على القيام بمهامه. ومن بين الوسائل الفعالة للتغلب على الاكتئاب، تأتي التمارين الرياضية كأحد الحلول الطبيعية التي أظهرت الدراسات تأثيرها الإيجابي على الصحة النفسية.
1) دور التمارين الرياضية في تحسين الحالة المزاجية:
يعتبر النشاط البدني واحدًا من أكثر الطرق الطبيعية لتحسين الحالة المزاجية والتخلص من الأعراض السلبية المرتبطة بالاكتئاب. فالتمارين الرياضية تساهم في تحفيز الجسم على إفراز بعض المواد الكيميائية التي تلعب دورًا هامًا في الشعور بالسعادة والراحة النفسية.
2) كيف تعمل التمارين الرياضية على تغيير كيمياء الدماغ؟
عند ممارسة الرياضة، يقوم الجسم بإفراز “الإندورفينEndorphins” و”السيروتونينSerotonin”، وهما هرمونان معروفان بتأثيرهما الإيجابي على المزاج.
الإندورفينEndorphins: يعمل كمسكن طبيعي للألم ويساعد في الشعور بالراحة النفسية.
السيروتونينSerotonin: يلعب دورًا أساسيًا في تحسين المزاج وتقليل الشعور بالقلق والتوتر.
هذه التغييرات في كيمياء الدماغ يمكن أن تسهم في تقليل أعراض الاكتئاب بفعالية.
3) التمارين الرياضية كبديل طبيعي للأدوية المضادة للاكتئاب:
على الرغم من أن الأدوية المضادة للاكتئاب فعّالة في كثير من الحالات، إلا أن هناك العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن طرق طبيعية للعلاج بسبب الآثار الجانبية المحتملة للأدوية. هنا تأتي التمارين الرياضية كبديل آمن وغير مكلف يمكن أن يقدم نتائج مشابهة أو حتى أفضل في بعض الحالات.
4) الرياضة وزيادة إفراز الإندورفين: هرمونات السعادة:
التمارين الرياضية تحفّز الجسم على إنتاج الإندورفين، المعروف باسم "هرمون السعادة". هذا الهرمون ليس فقط مسكنًا طبيعيًا للألم، بل يعمل أيضًا على تحسين المزاج والشعور بالراحة النفسية. الممارسون للرياضة غالبًا ما يصفون شعورهم بالراحة والانتعاش بعد التمرين، وهذا يعود بشكل كبير لتأثير الإندورفين.
5) دور التمارين في تقليل هرمون الكورتيزول Cortisol المسبب للتوتر:
بالإضافة إلى إفراز الإندورفين، تسهم التمارين الرياضية في تقليل مستوى الكورتيزولCortisol، وهو الهرمون المسؤول عن التوتر والضغط النفسي. ارتفاع مستوى الكورتيزول لفترات طويلة قد يزيد من الشعور بالتوتر والقلق، مما يجعل من التمارين وسيلة فعّالة في إدارة هذه المشاعر والحد من تأثيراتها السلبية.
6) تأثير التمارين الرياضية على تحسين جودة النوم والتخلص من الأرق:
يُعتبر الأرق واضطرابات النوم من أكثر الأعراض شيوعًا لدى مرضى الاكتئاب. وهنا تظهر أهمية التمارين الرياضية في تحسين جودة النوم. النشاط البدني المنتظم يساعد على تنظيم دورة النوم وزيادة إفراز الميلاتونينMelatonin، وهو الهرمون المسؤول عن النوم. الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام غالبًا ما ينامون بشكل أفضل ويشعرون بالنشاط عند الاستيقاظ.
7) أنواع التمارين الرياضية الأكثر فعالية في علاج الاكتئاب:
توجد عدة أنواع من التمارين الرياضية التي يمكن أن تسهم في علاج الاكتئاب، ويختلف تأثيرها بناءً على نوع التمرين ومدته. إليك بعض الأنواع الأكثر فعالية:
7.1) التمارين الهوائية: المشي، الجري، وركوب الدراجة:
التمارين الهوائية مثل المشي والجري وركوب الدراجة تُعد من أكثر الأنشطة البدنية التي تُسهم في تحسين الحالة المزاجية. هذه الأنشطة تعمل على تعزيز ضخ الدم إلى الدماغ، مما يزيد من إنتاج الإندورفين والسيروتونين ويقلل من أعراض الاكتئاب.
7.2) التمارين المقاومة: بناء العضلات ومحاربة الاكتئاب:
تساعد التمارين المقاومة، مثل رفع الأثقال، على تقوية العضلات وتحسين الصورة الذاتية، مما يزيد من الثقة بالنفس ويعزز الشعور بالقوة والإنجاز. هذا النوع من التمارين يمكن أن يسهم في تحسين المزاج والحد من الاكتئاب، خاصة عندما يشعر الشخص بأنه يحقق تقدمًا ملموسًا في أدائه.
7.3) اليوغا والتأمل: تقنيات الاسترخاء والتوازن النفسي:
اليوغاyoga والتأمل Meditation تجمعان بين الحركة والتنفس العميق، مما يجعلهما من أفضل الوسائل للتخفيف من التوتر والقلق. اليوغا تساهم في تحقيق التوازن النفسي والاسترخاء، بينما يعمل التأمل على تحسين التركيز وتهدئة العقل.
7.4) تمارين التنفس العميق لتخفيف الضغط النفسي:
تمارين التنفس العميق تُعد تقنية فعّالة للسيطرة على التوتر. هذه التمارين تساعد في تهدئة الجهاز العصبي، وتقليل معدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى تحسين الحالة النفسية والاسترخاء.
8) كيف تساعد التمارين الرياضية في تقوية الثقة بالنفس؟
عند ممارسة الرياضة بشكل منتظم، يلاحظ الشخص تحسينات في لياقته البدنية وصحته العامة، مما يعزز ثقته بنفسه و الشعور بالتحسن الجسدي والنفسي يجعل الشخص أكثر إيجابية وثقة بقدرته على مواجهة التحديات.
9) التمارين الجماعية مقابل التمارين الفردية: أيهما أفضل لعلاج الاكتئاب؟
ممارسة الرياضة في مجموعات يمكن أن تعزز الشعور بالانتماء والدعم الاجتماعي، مما يقلل من الشعور بالعزلة، وهو أحد العوامل المرتبطة بالاكتئاب. ومع ذلك، قد يفضل البعض التمارين الفردية للحصول على وقت هادئ للتفكير والاسترخاء.
9) الوقت المثالي لممارسة التمارين لتحقيق أفضل النتائج النفسية:
الوقت الذي يُمارس فيه الشخص التمارين يمكن أن يؤثر على النتائج. على سبيل المثال، ممارسة الرياضة في الصباح الباكر يمكن أن تكون فعالة في تنشيط الجسم والعقل طوال اليوم، بينما التمارين المسائية قد تساعد في الاسترخاء قبل النوم.
10) كم تحتاج من التمارين أسبوعياً للتأثير الإيجابي على الاكتئاب؟
يوصي الخبراء بممارسة التمارين الرياضية لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا، بمعدل 5 مرات في الأسبوع. هذه المدة كافية لتحفيز إفراز الهرمونات المرتبطة بتحسين المزاج وتقليل التوتر.
11) دور الرياضة في تعزيز التواصل الاجتماعي وتقليل العزلة:
الانضمام إلى نوادٍ رياضية أو ممارسة الرياضة مع الأصدقاء يمكن أن يساعد في بناء علاقات اجتماعية جديدة، وهو أمر مهم للتخفيف من العزلة التي قد تزيد من حدة الاكتئاب.
12) تأثير التمارين الرياضية على السيطرة على الأفكار السلبية:
للتمارين الرياضية تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية، بما في ذلك السيطرة على الأفكار السلبية. يمكن تلخيص تأثيرها على هذا الجانب بعدة طرق:
12.1) إفراز الإندورفين: ممارسة التمارين الرياضية تؤدي إلى إفراز الجسم لهرمونات السعادة مثل الإندورفين، الذي يساعد على تحسين المزاج وتقليل مشاعر القلق والتوتر. هذه الهرمونات تعمل كمضادات طبيعية للاكتئاب.
12.2) تشتيت الانتباه: ممارسة التمارين توفر فرصة لتركيز الانتباه على نشاط جسدي بدلاً من الأفكار السلبية أو المقلقة. هذا التشتيت يمكن أن يقلل من حدة الأفكار المزعجة ويساعد في استعادة الشعور بالسيطرة.
12.3) تحسين نوعية النوم: التمارين الرياضية تساعد على تحسين جودة النوم، وهو أمر حاسم للتعامل مع التوتر النفسي. قلة النوم ترتبط بزيادة الأفكار السلبية.
12.4) تعزيز الثقة بالنفس: مع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي التمارين المنتظمة إلى تحسين اللياقة البدنية وزيادة الشعور بالإنجاز، مما يعزز الثقة بالنفس ويقلل من الشكوك الذاتية والأفكار السلبية.
12.5) التخفيف من التوتر: النشاط البدني يساعد على تقليل مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يساهم في تحسين القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة والحد من الأفكار المزعجة.
12.6) التفاعل الاجتماعي: إذا كانت التمارين جزءاً من نشاط جماعي أو رياضة مشتركة، فهذا يمكن أن يعزز التفاعل الاجتماعي والدعم، مما يقلل من الشعور بالعزلة ويساهم في تحسين الحالة النفسية.
إدراج التمارين الرياضية في الروتين اليومي قد يكون وسيلة فعالة للسيطرة على الأفكار السلبية وتعزيز الصحة العقلية بشكل عام.
13) قصص نجاح لأشخاص تعافوا من الاكتئاب بفضل الرياضة:
هناك العديد من القصص الملهمة لأشخاص تمكنوا من التغلب على الاكتئاب وتحسين صحتهم النفسية بفضل الرياضة. إليك بعض الأمثلة لقصص نجاح بارزة:
1. إلين (Ellen)
إلين هي امرأة في الثلاثينيات من عمرها كانت تعاني من اكتئاب حاد بعد فقدان أحد أفراد أسرتها. كانت تشعر بالعزلة والعجز ولم تستطع مواجهة الحياة اليومية. بناءً على توصية طبيبها، بدأت بممارسة رياضة المشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميًا. في البداية، كان الأمر صعبًا لكنها بدأت تلاحظ تحسنًا طفيفًا في مزاجها بعد أسابيع قليلة. مع مرور الوقت، تحولت المشي إلى رياضة الجري، وأصبحت تشعر بتحسن نفسي أكبر. الرياضة ساعدتها على التحرر من الأفكار السلبية، وزادت من ثقتها بنفسها وقدرتها على التعامل مع تحديات الحياة.
2. جون (John):
جون كان يعاني من الاكتئاب لمدة سنوات بعد انفصاله عن شريكة حياته. خضع للعلاج النفسي، لكنه لم يشعر بتحسن كبير حتى قرر البدء في ممارسة رياضة رفع الأثقال. كان هدفه الأولي هو تحسين مظهره، لكن ما وجده هو أن التمارين الرياضية أثرت بشكل كبير على حالته النفسية. الشعور بالإنجاز بعد كل تمرين وزيادة قوته الجسدية ساعدته في تقوية معنوياته ومساعدته على التفكير بشكل إيجابي. على مدار عام واحد، تمكن جون من التغلب على اكتئابه والعودة إلى حياة مليئة بالتفاؤل والطاقة.
3. سارة (Sarah):
سارة، أم لطفلين، كانت تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، وهو نوع من الاكتئاب الذي يصيب النساء بعد الولادة. كانت تشعر بالذنب والعجز عن رعاية أطفالها بشكل جيد. قررت الانضمام إلى مجموعة من الأمهات اللاتي يمارسن اليوغا في الهواء الطلق. هذه الجلسات ساعدتها على الاسترخاء والتمدد الجسدي، كما منحتها الفرصة للتواصل مع أمهات أخريات يمررن بتجارب مشابهة. بعد عدة أشهر، بدأت تشعر بتحسن ملحوظ في مزاجها وقدرتها على التعامل مع الحياة اليومية. اليوغا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من روتينها اليومي وساهمت في تعافيها من الاكتئاب.
4. ديفيد (David):
ديفيد كان يعاني من الاكتئاب المرتبط بالعمل بسبب ضغوط مهنية عالية وساعات عمل طويلة. نصحه صديقه بممارسة رياضة ركوب الدراجات كوسيلة لتفريغ الضغط. بدأت رحلته بركوب الدراجة لمسافات قصيرة، لكن مع الوقت، أصبحت الدراجة وسيلته المفضلة للتخفيف من التوتر والهروب من روتين العمل. ركوب الدراجات في الطبيعة ساعده على تصفية ذهنه والشعور بالراحة النفسية، وفي النهاية ساعده على التغلب على الاكتئاب والعودة إلى العمل بطاقة إيجابية جديدة.
5. ليزا (Lisa):
ليزا كانت تعاني من الاكتئاب لسنوات، وكانت تحاول التعامل معه عن طريق الأدوية والعلاج النفسي. مع ذلك، لم تشعر بتحسن كامل حتى انضمت إلى نادي السباحة المحلي. كانت تجد السباحة نشاطًا مريحًا وساحرًا. بمرور الوقت، لاحظت أن السباحة تساعدها في التحكم في مشاعرها، وتوفر لها وسيلة للتأمل والتفكير في حياتها بشكل إيجابي. الآن، تتحدث ليزا عن الرياضة كعامل أساسي في تعافيها وتعتبر السباحة جزءًا لا يتجزأ من حياتها اليومية.
6. مايك (Mike):
مايك، رجل في منتصف العمر، بدأ يعاني من الاكتئاب بعد فقدان وظيفته. انضم إلى نادي الفنون القتالية كوسيلة لتعلم مهارات جديدة والتغلب على شعوره بالعجز. اكتشف أن التدريب على الفنون القتالية ساعده على استعادة شعوره بالتحكم والسيطرة على حياته، حيث أصبحت الرياضة وسيلة لتفريغ التوتر والضغط النفسي. مع مرور الوقت، تطورت حالته النفسية بشكل ملحوظ بفضل الانضباط الذاتي الذي تعلمه من خلال التدريب.
في كل هذه القصص، نجد أن الرياضة لم تكن مجرد نشاط جسدي، بل كانت وسيلة فعالة لتحسين الحالة النفسية والشعورية، وتعزيز الثقة بالنفس، وتقديم دعم نفسي غير مباشر.
14) نصائح للبدء في ممارسة التمارين الرياضية لعلاج الاكتئاب:
إذا كنت تفكر في ممارسة التمارين الرياضية كجزء من علاج الاكتئاب، فإليك بعض النصائح المفيدة للبدء بطريقة صحيحة ومستدامة:
14.1) ابدأ بخطوات صغيرة: ليس من الضروري أن تبدأ بتمارين مكثفة. يمكنك البدء بمستوى منخفض مثل المشي لمدة 10-15 دقيقة يوميًا. مع الوقت، يمكنك زيادة مدة وكثافة التمارين تدريجيًا.
14.2) اختر نشاطًا تستمتع به: تأكد من اختيار نوع من الرياضة أو النشاط البدني الذي تحبه. سواء كان الجري، السباحة، ركوب الدراجة، أو اليوغا، فإن الاستمتاع بالنشاط يزيد من احتمالية الاستمرار فيه.
14.3) الالتزام بالروتين: حاول إدراج التمارين في جدولك اليومي، حتى لو كانت لفترات قصيرة. الانتظام أكثر أهمية من الكثافة. يمكن أن يساعدك وضع التمارين في جدول محدد على الالتزام بها.
14.4) تمرن مع شخص آخر: ممارسة الرياضة مع صديق أو أحد أفراد العائلة قد تكون وسيلة رائعة لزيادة التحفيز والدعم. وجود شخص بجانبك قد يسهل عليك الاستمرار في التمارين.
14.5) استخدم الطبيعة لتغيير الجو: التمرين في الهواء الطلق يمكن أن يزيد من الفوائد النفسية. قضاء الوقت في الطبيعة، سواء كان ذلك عن طريق المشي أو الجري في الحديقة، قد يساعد على تهدئة العقل والتخلص من التوتر.
14.6) استمع إلى جسدك: إذا كنت تشعر بالتعب أو الضغط الزائد، استمع لجسدك وخذ قسطًا من الراحة. لا تضغط على نفسك بشدة، بل حافظ على وتيرة تناسب قدراتك ومستواك الحالي.
14.7) اجمع بين التمارين البدنية والعقلية: الرياضات التي تجمع بين الجسد والعقل، مثل اليوغا أو التأمل بالحركة، يمكن أن تكون مفيدة جدًا. هذه التمارين تساعد على تحقيق توازن بين الجسد والعقل وتعزيز الهدوء الداخلي.
14.8) ضع أهدافًا واقعية وقابلة للتحقيق: ابدأ بأهداف بسيطة وقابلة للتحقيق حتى لا تشعر بالإحباط. على سبيل المثال، يمكن أن يكون هدفك الأول هو المشي 3 مرات في الأسبوع لمدة 20 دقيقة.
14.9) كافئ نفسك: عند تحقيق تقدم، كافئ نفسك. يمكن أن يكون ذلك عن طريق أخذ قسط من الراحة، مشاهدة فيلم، أو حتى شراء ملابس رياضية جديدة.
14.10) استمر بالتركيز على الفوائد النفسية: قد لا ترى النتائج الجسدية على الفور، لكن الفوائد النفسية غالبًا ما تظهر بسرعة. تذكر أن الهدف الأساسي هو تحسين حالتك النفسية وليس فقط تحسين اللياقة البدنية.
14.11) استشر مختصًا إذا لزم الأمر: إذا كنت تشعر بالقلق أو الحيرة حول كيفية البدء، يمكن أن يكون التحدث مع مدرب رياضي أو مختص في العلاج النفسي مفيدًا لتوجيهك وتقديم خطط مخصصة تناسب حالتك.
14.12) استخدم الموسيقى لتحفيزك: الاستماع إلى الموسيقى التي تحبها أثناء ممارسة الرياضة يمكن أن يزيد من تحفيزك ويجعل التمرين أكثر متعة.
15) التحديات التي تواجه مرضى الاكتئاب في الالتزام بالتمارين وكيفية التغلب عليها:
مرضى الاكتئاب يواجهون عدة تحديات في الالتزام بممارسة التمارين الرياضية، حيث يمكن أن تكون أعراض الاكتئاب مثل الإرهاق، فقدان الحافز، وعدم القدرة على الاستمتاع بالنشاطات عائقًا كبيرًا. فيما يلي أبرز هذه التحديات وكيفية التغلب عليها:
15.1) فقدان الحافز والطاقة:
التحدي:
الاكتئاب يؤدي عادة إلى الشعور بالتعب المستمر وقلة الحافز، مما يجعل من الصعب بدء أو الالتزام بالتمارين الرياضية.
الحلول:
- ابدأ بخطوات صغيرة: قم بتمارين خفيفة لا تتطلب جهدًا كبيرًا، مثل المشي لمدة 5-10 دقائق. حتى النشاطات البسيطة قد تساعدك على الشعور بتحسن.
- تحديد وقت ثابت: ضع جدولاً محددًا للتمارين في أوقات معينة من اليوم (مثل الصباح الباكر أو بعد الظهيرة)، حتى تصبح جزءًا من روتينك.
- طلب الدعم من الأصدقاء أو العائلة: ممارسة الرياضة مع شخص آخر قد يزيد من الحافز والالتزام، ويخلق شعورًا بالمسؤولية.
15.2) التفكير السلبي والشعور بالفشل:
التحدي:
الأفكار السلبية المرتبطة بالذات أو بالقدرة على النجاح قد تجعل الشخص يتجنب البدء في ممارسة التمارين أو ينسحب بعد محاولات قليلة.
الحلول:
- التقبل وعدم الحكم على الذات: تذكر أن الهدف من التمرين ليس المثالية، بل التحسن التدريجي. لا تشعر بالإحباط إذا لم تستطع تحقيق كل ما تريده في البداية.
- تركيز على التقدم البسيط: بدلاً من التركيز على الإنجازات الكبيرة، احتفل بأي تقدم بسيط، مثل المشي لمسافة أطول قليلاً أو ممارسة التمارين لمدة دقائق إضافية.
15.3) العزلة الاجتماعية:
التحدي:
الاكتئاب غالبًا ما يؤدي إلى العزلة، مما يجعل ممارسة التمارين في الأماكن العامة أو مع الآخرين أمرًا صعبًا.
الحلول:
- ابدأ في المنزل: إذا كنت تشعر بعدم الارتياح في التواجد في صالة الألعاب الرياضية أو في الأماكن العامة، يمكنك ممارسة التمارين في المنزل باستخدام مقاطع فيديو أو تطبيقات التمارين.
- الانضمام إلى مجموعات دعم: بعض الأفراد يجدون الدعم من خلال الانضمام إلى مجموعات تمارين مصممة خصيصًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية.
15.4) صعوبة التركيز والاستمرارية:
التحدي:
التركيز والاستمرارية في أداء التمارين يمكن أن يكون تحديًا كبيرًا للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، حيث قد يشعرون بصعوبة في البقاء منتبهين أو ملتزمين بنشاط معين.
الحلول:
- تغيير الأنشطة بانتظام: تنويع التمارين بين المشي، السباحة، اليوغا أو تمارين خفيفة أخرى قد يساعد في الحفاظ على الاهتمام.
- استخدام تقنيات اليقظة الذهنية (Mindfulness): قد تساعد تمارين مثل اليوغا أو التأمل بالحركة على تحسين التركيز وتقليل التوتر، مما يجعل الاستمرار في التمارين أكثر سهولة.
15.5) الإرهاق الجسدي:
التحدي:
المرضى قد يشعرون بإرهاق جسدي شديد، حتى من الأنشطة البسيطة، وهو ما يجعل التمارين تبدو كعبء إضافي.
الحلول:
- اختر التمارين ذات الشدة المنخفضة: ابدأ بتمارين خفيفة مثل المشي، التمدد، أو السباحة. هذا النوع من التمارين يمكن أن يكون مريحًا ويمنحك الطاقة بدلاً من استنزافها.
- توازن بين الراحة والنشاط: من المهم أن تستمع لجسمك، فإذا شعرت بالإرهاق الشديد، يمكنك أخذ راحة دون الشعور بالذنب، والعودة تدريجيًا إلى النشاط.
15.6) قلة الحافز بسبب تأخر النتائج:
التحدي:
قد لا تظهر نتائج الرياضة النفسية أو الجسدية بسرعة، مما يؤدي إلى الإحباط والتوقف عن ممارسة الرياضة.
الحلول:
- التركيز على الفوائد الفورية: الرياضة قد لا تؤدي إلى تغيرات كبيرة في وقت قصير، لكن فوائدها الفورية مثل تحسين المزاج والنوم تستحق الانتباه.
- المحافظة على توقعات واقعية: تفهم أن التقدم الجسدي والنفسي يستغرق وقتًا، ويجب أن تكون توقعاتك متوافقة مع ما تستطيع تحقيقه تدريجيًا.
15.7) التقلبات المزاجية:
التحدي:
قد يتعرض الشخص المصاب بالاكتئاب لتقلبات مزاجية متكررة تجعل من الصعب التنبؤ بمستوى الطاقة والرغبة في ممارسة الرياضة يومًا بعد يوم.
الحلول:
- مرونة في الجدول الزمني: بدلًا من الالتزام بجدول صارم، كن مرنًا في مواعيد التمرين وأسلوب ممارستها. اختر الأيام التي تشعر فيها بالقدرة على ممارسة الرياضة.
- الاستفادة من التمارين كأداة للتخفيف: استخدم الرياضة كوسيلة للتخفيف من التقلبات المزاجية؛ حتى لو كان ذلك يعني ممارسة الرياضة بشكل خفيف عند الشعور بالحزن أو التوتر.
التحديات التي يواجهها مرضى الاكتئاب في ممارسة الرياضة قد تكون كبيرة، ولكن يمكن التغلب عليها من خلال خطوات بسيطة ومتدرجة، واختيار الأنشطة التي تناسب الشخص وتعزز من صحته النفسية.
في الختام، تُعد التمارين الرياضية وسيلة فعّالة وطبيعية لتحسين الحالة النفسية ومكافحة الاكتئاب. بإدخال الرياضة كجزء من الروتين اليومي، يمكن للفرد أن يحظى بصحة نفسية أفضل ويقي نفسه من التأثيرات السلبية للاكتئاب.