المقدمة: ثورة الطباعة ثلاثية الأبعاد من الفكرة إلى الواقع

في عالم يتسارع فيه الابتكار، لا تزال تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد تُثبت أنها ليست مجرد صيحة عابرة، بل هي قوة دافعة لإحداث ثورات حقيقية في مختلف الصناعات. ما بدأ كأداة تجريبية لصنع نماذج أولية بسيطة، تطور ليصبح اليوم تقنية معقدة قادرة على بناء كل شيء من الأعضاء البشرية إلى المنازل كاملة.

لقد شهدنا خلال السنوات الماضية تطورات مذهلة، لكن عام 2025 هو عام التحوّل في عالم الطباعة ثلاثية الأبعاد. إنه العام الذي تتسارع فيه وتيرة الابتكارات، وتنتقل هذه التقنية من المختبرات والمصانع المتخصصة إلى تطبيقات يومية تغير حياتنا. في هذا المقال، سنغوص في أعماق أحدث ابتكارات الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تُعيد تشكيل الصناعات وتفتح آفاقاً جديدة لا حدود لها.

الطباعة ثلاثية الأبعاد في 2025: نظرة عامة مستقبلية

 

لقطة مقربة لذراع روبوتية تطبع بدقة بنية معقدة تشبه الشبكة باستخدام مسحوق معدني. يظهر شعاع ليزر يصهر المادة طبقة تلو الأخرى بدقة. تُظهر الخلفية بيئة صناعية ضبابية عالية التقنية مزودة بآلات متطورة.

لم تعد الطباعة ثلاثية الأبعاد مجرد طبقات متراكمة من البلاستيك. في 2025، نشهد قفزة نوعية في الأساليب والمواد المستخدمة:

• تقنيات جديدة تقود التغيير: من FDM إلى الطباعة بالليزر المعدني:
• FDM (Fused Deposition Modeling): هي التقنية الأكثر شيوعًا للمبتدئين، حيث تقوم بتسخين خيوط بلاستيكية وبنائها طبقة فوق طبقة. لكن الابتكار الحقيقي في 2025 يكمن في التقنيات المتقدمة.
• SLM (Selective Laser Melting) و DMLS (Direct Metal Laser Sintering): هاتان التقنيتان تستخدمان الليزر لصهر مساحيق المعادن (مثل التيتانيوم والألومنيوم والفولاذ المقاوم للصدأ) ودمجها معًا لتكوين أجسام معدنية شديدة الصلابة والدقة. هذه التقنيات هي التي تُحدث ثورة في صناعة الطيران والسيارات وحتى الطب.
• التصوير المجسم الضوئي (Stereolithography - SLA): تستخدم الليزر لتصلب راتنج سائل حساس للضوء، وتُنتج أجسامًا ذات تفاصيل دقيقة للغاية وأسطح ناعمة جدًا، مثالية للأغراض الطبية والمجوهرات.
• الذكاء الاصطناعي يلتقي الطباعة: كيف أصبحت الطابعات "تفهم" التصميم:

في 2025، لم تعد الطابعات ثلاثية الأبعاد مجرد آلات تنفيذية. بفضل الذكاء الاصطناعي (AI)، أصبحت قادرة على:

• تحسين التصميم تلقائياً: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل تصميم ما واقتراح تعديلات لتحسين قوته، تقليل وزنه، أو توفير المواد المستخدمة، مما يزيد من كفاءة عملية مشروع طباعة 3D.
• مراقبة الجودة في الوقت الفعلي: تراقب أنظمة الذكاء الاصطناعي عملية الطباعة للبحث عن أي عيوب أو أخطاء، وتصححها تلقائياً أو تنبه المشغل قبل فوات الأوان.
• التنبؤ بالاحتياجات: يمكن للذكاء الاصقناعي تحليل بيانات الاستهلاك والتصميم للتنبؤ بقطع الغيار أو المنتجات التي قد تكون مطلوبة في المستقبل، مما يدعم مفهوم التصنيع حسب الطلب.
• السرعة والدقة والتكلفة: ثلاثية التحول الجذري في 2025:

في هذا العام، نرى تحسنًا ملحوظًا في هذه الجوانب الثلاثة:

• السرعة: طابعات الجيل الجديد قادرة على الطباعة أسرع بعشرة أضعاف مما كانت عليه قبل بضع سنوات، مما يجعل الإنتاج الضخم بتقنية 3D واقعًا.
• الدقة: أصبحت الدقة ميكرونية (أجزاء من الألف من المليمتر)، مما يفتح أبوابًا لتصنيع مكونات دقيقة للغاية في الإلكترونيات والأجهزة الطبية.
• التكلفة: مع انتشار التقنية وزيادة الكفاءة، انخفضت تكلفة الطباعة لكل قطعة، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا جذابًا للشركات الصغيرة وحتى للمستهلكين.

ابتكارات مذهلة في المجالات الحيوية

 

صورة نابضة بالحياة تُظهر يدًا بشرية تمسك برفق نسيجًا صغيرًا، مطبوعًا بدقة، ومُهندَسًا بيولوجيًا، في طبق بتري. في الخلفية، تظهر طابعة ثلاثية للأعضاء متطورة مزودة بمحاقن متنوعة وشاشات مراقبة.

تُحدث الطباعة ثلاثية الأبعاد ثورة حقيقية في قطاعات لم نكن نتخيلها:

• أطراف صناعية بطباعة ثلاثية الأبعاد: مزيج من الراحة والدقة والتكلفة المنخفضة:

لم يعد الحصول على طرف صناعي مخصص رفاهية مكلفة. بفضل الطباعة ثلاثية الأبعاد، أصبح بالإمكان تصميم وطباعة أطراف صناعية تتناسب تمامًا مع احتياجات وشكل جسم المريض، مما يوفر راحة ودقة لا مثيل لهما. كما أن هذه الأطراف تكون أخف وزنًا وأقل تكلفة بكثير من سابقاتها التقليدية، مما يسهل وصولها للمحتاجين.

• الطباعة الحيوية للأعضاء: كيف أصبح زرع الأنسجة واقعًا ملموسًا:

هذا هو أحد أكثر مجالات الابتكار في الطباعة ثلاثية الأبعاد إثارة. تقنية الطباعة الحيوية (Bioprinting) تستخدم "الحبر الحيوي" (Bio-ink) المكون من خلايا حية ومواد داعمة لطباعة هياكل تشبه الأنسجة والأعضاء البشرية. في 2025، أصبحت طابعات ثلاثية للأعضاء قادرة على إنتاج نماذج للأنسجة البشرية لاستخدامها في البحث الدوائي، واختبار الأدوية، وحتى طباعة أجزاء من الجلد والغضاريف للزراعة. الهدف الأسمى هو طباعة أعضاء كاملة قابلة للزرع، وهو ما يقترب منا أكثر فأكثر.

• مثال: شركات مثل Organovo حققت خطوات كبيرة في طباعة أنسجة الكبد والكلى.
• بيوت مطبوعة في أقل من 24 ساعة: الطباعة ثلاثية الأبعاد تُحدث ثورة في الإسكان المستدام:

 

صورة ملفتة للنظر لطائرة بدون طيار مستقبلية ذات مظهر أنيق تنشر وحدات سكنية مسبقة الصنع مطبوعة ثلاثية الأبعاد تتشابك لتشكل مبنى حديث ذو مظهر مستدام في منطقة غير مطورة سابقًا أو منطقة منكوبة بالكوارث. يمكن أن تظهر السماء طائرات بدون طيار أخرى تشارك في عملية البناء.

تُغير طباعة المنازل قواعد اللعبة في قطاع البناء. طابعات عملاقة قادرة على طباعة جدران منزل كامل من الخرسانة أو مواد أخرى في غضون ساعات قليلة. هذه التقنية توفر حلولاً سريعة واقتصادية للإسكان في المناطق المتضررة بالكوارث، وللتوسع العمراني المستدام.

• ميزة: تقلل هذه الطريقة من تكاليف العمالة والنفايات بشكل كبير، مما يجعلها خيارًا صديقًا للبيئة.

الطباعة ثلاثية الأبعاد في الفضاء

لقد فتحت الطباعة ثلاثية الأبعاد آفاقاً جديدة للاستكشاف والوجود البشري في الفضاء:

• ناسا و SpaceX: كيف تُستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد في محطات الفضاء والمريخ: وكالات الفضاء الكبرى مثل ناسا (NASA) والشركات الخاصة مثل SpaceX تعتمد بشكل متزايد على تطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد. يمكن لرواد الفضاء طباعة أدوات ومعدات ضرورية في المدار، مما يقلل من الحاجة إلى إطلاق جميع المواد من الأرض. هذا يقلل التكلفة بشكل هائل ويزيد من مرونة المهام. تصور طباعة قطع غيار أساسية مباشرة على محطة الفضاء الدولية أو حتى على كوكب المريخ!
• طباعة أدوات ومعدات في المدار الخارجي: في المستقبل القريب، قد لا نحتاج إلى شحن كل قطعة غيار إلى الفضاء. بدلاً من ذلك، يمكننا إرسال المواد الخام فقط، وطابعة 3D متقدمة ستقوم بإنشاء أي أداة أو مكون مطلوب، مما يغير تمامًا لوجستيات البعثات الفضائية الطويلة.

الصناعة الثقيلة تدخل عصر الطباعة

القطاعات التي تعتمد على التصنيع الدقيق والمواد القوية تستفيد بشكل كبير من الابتكار في الطباعة ثلاثية الأبعاد:

• صناعة السيارات: قطع غيار مطبوعة بدقة ميكرونية: تستخدم شركات السيارات الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع قطع غيار مخصصة، نماذج أولية سريعة، وحتى أجزاء نهائية للسيارات عالية الأداء. تسمح هذه التقنية بتصميم هياكل معقدة وخفيفة الوزن في نفس الوقت، مما يحسن كفاءة الوقود والأداء.
• الطائرات والمحركات النفاثة: هل يمكن الوثوق بقطعة مطبوعة في الهواء؟ تعتمد صناعة الطيران على الطباعة المعدنية ثلاثية الأبعاد لإنتاج مكونات المحركات النفاثة وأجزاء هياكل الطائرات. هذه القطع، المصنوعة من سبائك التيتانيوم والنيكل، تكون أقوى وأخف وزنًا وتتميز بتصاميم لا يمكن تحقيقها بالطرق التقليدية. نعم، يمكن الوثوق بها، لأنها تخضع لاختبارات جودة صارمة تتجاوز المعايير التقليدية.
• السفن والغواصات: استخدام التيتانيوم المطبوع لتقوية الهياكل: تُستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد في بناء مكونات للسفن والغواصات، وخاصة الأجزاء التي تتطلب قوة استثنائية ومقاومة للتآكل، مثل مكونات مصنوعة من التيتانيوم المطبوع التي تعزز من متانة الهياكل وقدرتها على تحمل الظروف القاسية في أعماق البحار.

الطباعة ثلاثية الأبعاد في الموضة والتجميل

حتى عالم الأزياء والجمال لم يسلم من تأثير الابتكار في الطباعة ثلاثية الأبعاد:

• من الملابس إلى الإكسسوارات: كيف يتغير التصميم إلى الأبد: يستخدم المصممون الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنشاء ملابس وإكسسوارات بتصاميم معقدة ومبتكرة لا يمكن تحقيقها بالنسيج التقليدي. يمكن طباعة أحذية مخصصة تمامًا للقدم، أو فساتين ذات هياكل معمارية فريدة. هذا يفتح آفاقًا للإبداع والتخصيص الفردي.
• مستحضرات تجميل مطبوعة حسب الطلب: ثورة في التخصيص الفردي: تخيل الحصول على أحمر شفاه أو كريم أساس مطبوع خصيصًا ليناسب درجة لون بشرتك الفريدة. الطباعة ثلاثية الأبعاد تتيح للشركات إنتاج مستحضرات التجميل بكميات صغيرة وحسب الطلب، مما يقلل الهدر ويوفر منتجات مخصصة تمامًا للمستهلك.

التعليم والبحث العلمي

تُعد الطباعة ثلاثية الأبعاد أداة لا تقدر بثمن في تعزيز الفهم والابتكار في المؤسسات الأكاديمية:

• كيف تستخدم الجامعات التقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لتعليم الهندسة والطب؟ تستخدم الجامعات الطابعات ثلاثية الأبعاد لإنشاء نماذج تعليمية معقدة في الهندسة (مثل أجزاء المحركات أو الجسور المصغرة) والطب (مثل نماذج ثلاثية الأبعاد للأعضاء البشرية، أو أدوات الجراحة). هذا يوفر للطلاب تجربة عملية وتفاعلية لا يمكن للكتب أو الصور توفيرها.
• مختبرات محمولة وطابعات ثلاثية في الفصول الدراسية: مع انخفاض أسعار الطابعات ثلاثية الأبعاد، أصبح من الممكن دمجها في الفصول الدراسية. يمكن للطلاب طباعة نماذج لمشاريعهم العلمية أو الفنية، مما يعزز مهارات حل المشكلات والتصميم العملي.

المطبوعات ثلاثية الأبعاد في الغذاء

هل أنت مستعد لتناول طعام مطبوع؟ هذا ليس خيالاً! الطباعة الغذائية هي إحدى أحدث تطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد:

• من البيتزا إلى الستيك النباتي: هل نأكل طعامًا مطبوعًا خلال 10 سنوات؟ نعم، هذا ليس بعيدًا! هناك بالفعل طابعات غذائية قادرة على طباعة الشوكولاتة، المعجنات، وحتى البيتزا. الأكثر إثارة هو الطباعة الغذائية للبروتينات البديلة (مثل الستيك النباتي) أو الأطعمة المخصصة غذائيًا، حيث يمكن التحكم بدقة في المكونات والعناصر الغذائية.
• هل تسهم هذه التقنية في حل أزمة الغذاء العالمية؟ يمكن أن تلعب الطباعة الغذائية دورًا في المستقبل من خلال:
• تقليل الهدر: إنتاج الطعام حسب الطلب يقلل من الفائض.
• استخدام مصادر مستدامة: استخدام مساحيق البروتين من الحشرات أو الطحالب لإنشاء أطعمة مغذية.
• تخصيص الغذاء: إنتاج أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن للأشخاص الذين يعانون من نقص غذائي معين.

طباعة ثلاثية الأبعاد للذهب والمجوهرات

الدقة والتخصيص هما مفتاح النجاح في سوق الذهب والمجوهرات:

• دقة التصميم وتوفير المواد: هل تسرق التكنولوجيا سوق الذهب التقليدي؟ لا تسرقه، بل تكمله وتعززه. الطباعة ثلاثية الأبعاد تسمح للمصممين بإنشاء تصاميم معقدة ودقيقة للغاية للمجوهرات، والتي قد تكون صعبة أو مستحيلة باستخدام الطرق التقليدية. كما أنها تقلل من هدر المواد الثمينة مثل الذهب والبلاتين، مما يوفر في التكاليف.
• التصنيع حسب الطلب للمجوهرات الفاخرة: يمكن للعملاء تصميم قطع مجوهرات فريدة وخاصة بهم، وطباعتها حسب الطلب. هذا يفتح آفاقًا جديدة للمجوهرات المخصصة والفاخرة التي تعبر عن الذوق الشخصي.

الأمن والدفاع

تستخدم الجيوش حول العالم تطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد لتعزيز قدراتها:

• كيف تستخدم الجيوش العالمية الطباعة في ميدان المعركة: تتيح الطباعة ثلاثية الأبعاد للجيوش طباعة قطع غيار أساسية للمركبات والمعدات في الميدان، مما يقلل من الاعتماد على سلاسل التوريد الطويلة ويزيد من سرعة الاستجابة. كما تُستخدم لإنشاء نماذج تكتيكية ثلاثية الأبعاد للتخطيط للعمليات.
• الأسلحة المطبوعة: بين الابتكار والمخاطر القانونية: هذا هو الجانب الأكثر جدلاً. بينما يمكن طباعة أجزاء من الأسلحة لتعزيزها، فإن طباعة أسلحة كاملة تثير مخاوف كبيرة بشأن الأمن والتحكم. العديد من الدول تعمل على وضع تشريعات صارمة لمنع الاستخدام غير القانوني لهذه التقنية في تصنيع الأسلحة.

التحديات والجدل الأخلاقي

مع كل هذا التقدم، تظهر تحديات وجدالات لا بد من مناقشتها:

• قضايا حقوق الملكية الفكرية والتصاميم المسروقة: مع سهولة نسخ وتعديل التصاميم الرقمية، تبرز تحديات كبيرة لحماية حقوق الملكية الفكرية. كيف يمكن للمصممين حماية إبداعاتهم من الطباعة غير المصرح بها؟
• هل يمكن حظر طباعة أسلحة؟ وما هي البدائل القانونية؟ تتجه الحكومات نحو تشديد الرقابة على المواد والمعدات المستخدمة في الطباعة ثلاثية الأبعاد، خاصة تلك التي يمكن استخدامها لأغراض خطيرة. البدائل القانونية تركز على استخدامات التقنية السلمية والتحقق من المستخدمين.
• تحديات إعادة التدوير وتقنيات الطباعة الصديقة للبيئة: بينما تقلل الطباعة 3D الهدر في التصنيع، فإن المواد المستخدمة (خاصة البلاستيك) تثير تساؤلات حول إعادة التدوير. تتجه الأبحاث نحو تطوير مواد طباعة أكثر استدامة وقابلة للتحلل الحيوي.

الطباعة ثلاثية الأبعاد والاقتصاد العالمي

تُعيد الطباعة ثلاثية الأبعاد تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي:

• كيف تعيد هذه التقنية تشكيل سلاسل التوريد؟ تتيح الطباعة ثلاثية الأبعاد التصنيع المحلي، مما يقلل من الاعتماد على سلاسل التوريد العالمية المعقدة والطويلة. يمكن للشركات إنتاج المنتجات بالقرب من نقطة الاستهلاك، مما يوفر الوقت والتكلفة ويقلل من الانبعاثات الكربونية. هذا يؤدي إلى ما يسمى بـ "التصنيع الموزع".
• التوظيف: هل تخلق فرص عمل أم تهددها؟ تخلق الطباعة ثلاثية الأبعاد أنواعًا جديدة من الوظائف في التصميم، الهندسة، تشغيل وصيانة الطابعات، وتطوير المواد. في المقابل، قد تقلل من الحاجة إلى بعض الوظائف التقليدية في التصنيع. التحدي يكمن في إعادة تدريب القوى العاملة للتكيف مع هذه التغيرات.

منصات وأدوات تصميم 3D في 2025

لتصميم النماذج المطبوعة، هناك حاجة إلى برامج قوية:

• أبرز البرامج المتقدمة في تصميم النماذج للطباعة:
• Autodesk Fusion 360: برنامج شامل يجمع بين التصميم بمساعدة الحاسوب (CAD) والهندسة بمساعدة الحاسوب (CAE) والتصنيع بمساعدة الحاسوب (CAM)، مثالي للمحترفين.
• SolidWorks: برنامج رائد في التصميم الهندسي للمنتجات الميكانيكية.
• Blender: برنامج مجاني ومفتوح المصدر للنمذجة ثلاثية الأبعاد والرسوم المتحركة، مناسب للمبتدئين والمحترفين على حد سواء.
• Tinkercad: أداة تصميم بسيطة ومجانية عبر الإنترنت، مثالية للمبتدئين والأطفال لتعلم أساسيات التصميم ثلاثي الأبعاد.
• الذكاء الاصطناعي في تحسين النماذج ثلاثية الأبعاد:

تتكامل أدوات الذكاء الاصطناعي في برامج التصميم لتحديد الأخطاء في النماذج، تحسين هياكلها لتقليل المواد، أو حتى توليد تصاميم معقدة بناءً على مواصفات بسيطة.

الطباعة ثلاثية الأبعاد للمبتدئين والهواة

لم تعد هذه التقنية حكراً على الخبراء:

• كيف تبدأ في استخدام طابعة منزلية؟ البداية سهلة!
1. اختر طابعة مناسبة: ابدأ بطابعة FDM بسيطة وغير مكلفة.
2. تعلم أساسيات التصميم: استخدم برامج سهلة مثل Tinkercad أو ابحث عن تصاميم جاهزة على منصات مثل Thingiverse.
3. فهم مواد الطباعة: ابدأ بالـ PLA، وهو بلاستيك سهل الطباعة وصديق للبيئة نسبيًا.
4. شاهد الفيديوهات التعليمية: هناك الكثير من الموارد المجانية عبر الإنترنت.
• أفضل طابعات ثلاثية الأبعاد للمستخدم العادي في 2025: في 2025، تتوفر طابعات منزلية بأسعار معقولة توفر جودة ممتازة وسهولة استخدام:

• Creality Ender 3 V3 KE: تقدم جودة طباعة ممتازة بسعر اقتصادي، مع ميزات محسنة.
• Bambu Lab P1S: تجمع بين السرعة والدقة وسهولة الاستخدام للمستخدمين الأكثر جدية.
• Prusa MK4: معروفة بموثوقيتها وجودتها الفائقة، وتعتبر استثمارًا ممتازًا للمبتدئين المتقدمين.

التجارة الإلكترونية والطباعة حسب الطلب

الطباعة ثلاثية الأبعاد تُحدث تحولًا كبيرًا في نماذج الأعمال عبر الإنترنت:

• من Etsy إلى Amazon: كيف تُحدث الطباعة حسب الطلب تحولًا في المتاجر الإلكترونية: تتيح تطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد للشركات والأفراد بيع منتجات مخصصة بالكامل. يمكن للعملاء طلب منتجات فريدة وتصنيعها عند الطلب، مما يقلل من الحاجة إلى المخزون الضخم ويفتح أسواقًا جديدة للمنتجات المتخصصة. منصات مثل Etsy تعج بالمنتجات المطبوعة 3D حسب الطلب، وحتى Amazon بدأت في دمج خيارات التخصيص.
• كيف تبدأ مشروعًا صغيرًا باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد؟ إليك خطوات بسيطة:
1. حدد فكرتك: هل ستصنع مجوهرات، ألعابًا تعليمية، قطع غيار، أو منتجات ديكور؟
2. استثمر في طابعة جيدة: لا تتردد في البدء بطابعة بسيطة.
3. تعلم برامج التصميم: أو ابحث عن مصممين مستقلين.
4. سوّق لمنتجاتك: استخدم منصات التواصل الاجتماعي، Etsy، أو أنشئ متجرك الإلكتروني الخاص.

الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم العربي

العالم العربي ليس بمعزل عن هذه الثورة التكنولوجية:

• أبرز المشاريع في الإمارات، السعودية، المغرب ومصر:
• الإمارات العربية المتحدة: تعد دبي مركزًا رائدًا في تبني الطباعة ثلاثية الأبعاد، خاصة في قطاع البناء (مثل مبنى متحف المستقبل) وفي تصنيع مكونات الطائرات. تهدف إلى أن تصبح مركزًا عالميًا للطباعة ثلاثية الأبعاد.
• المملكة العربية السعودية: تستثمر في هذه التقنية ضمن رؤية 2030، مع التركيز على التصنيع المتقدم والرعاية الصحية.
• المغرب ومصر: تشهدان نموًا في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد، خاصة في الأوساط الأكاديمية والمؤسسات البحثية، ومع تزايد اهتمام الشركات الناشئة بتطبيقاتها في الصناعة والطب.
• تحديات النمو وتبني التقنية في المنطقة:
• البنية التحتية: الحاجة إلى استثمارات أكبر في البنية التحتية التقنية.
• الوعي والتدريب: زيادة الوعي بالتقنية وتوفير برامج تدريب متخصصة.
• التشريعات: تطوير أطر قانونية تدعم الابتكار وتحمي الملكية الفكرية.

المستقبل: إلى أين تتجه الطباعة ثلاثية الأبعاد؟

الآفاق المستقبلية للطباعة ثلاثية الأبعاد تتجاوز حدود الخيال:

• طباعة الأنسجة العصبية والأدمغة الاصطناعية؟ البحث جارٍ في تقنية الطباعة الحيوية المتقدمة لطباعة هياكل عصبية معقدة، وهو ما قد يفتح الباب أمام فهم أفضل لأمراض الدماغ أو حتى تطوير أدمغة اصطناعية لأغراض البحث.
• المدن الذكية ومكوناتها المطبوعة بالكامل: تخيل مدنًا مستقبلية يتم فيها طباعة المنازل، البنية التحتية، وحتى الأثاث باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد المتقدمة. هذا سيتيح بناء مدن أكثر استدامة وكفاءة.
• تكامل الواقع المعزز والواقع الافتراضي مع الطباعة: سيصبح التصميم والطباعة تجربة غامرة. يمكن للمصممين استخدام الواقع المعزز لتصميم نماذج ثلاثية الأبعاد في بيئتهم الحقيقية، ثم إرسالها مباشرة إلى الطابعة.