تؤثر ملوثات الهواء بشكل مباشر على الصحة العصبية، حيث كشفت الدراسات الحديثة عن علاقتها الوثيقة بالعديد من الاضطرابات العصبية، بما في ذلك التوحد. تمتاز جسيمات الغبار الدقيقة (PM2.5) وأكسيد النيتروجين بقدرتها على اختراق الجسم والوصول إلى الدماغ، مما يسبب تغييرات ضارة في تطوره ووظائفه.
![]() |
تأثير التلوث على الجهاز العصبي للإنسان |
كيف يصل التلوث إلى الجهاز العصبي؟
- اختراق الجهاز التنفسي: تدخل الملوثات عبر الرئتين إلى الدورة الدموية.
- عبور الحاجز الدموي الدماغي: تنتقل الجسيمات الدقيقة إلى الدماغ، حيث تؤدي إلى التهاب عصبي وإجهاد تأكسدي.
- الانتقال عبر العصب الشمي: تصل بعض الملوثات مباشرة إلى الدماغ من خلال الأنف، ما يسبب تأثيرات عصبية مباشرة.
التوحد والتلوث: ما العلاقة؟
الصورة تظهر تأثير الثلوث على الصحة العقلية للأطفال

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن التعرض لملوثات الهواء خلال فترات النمو الحاسمة، مثل الحمل والطفولة المبكرة، يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالتوحد.
- تفاصيل دراسة دورية Brain Medicine:
- أوضحت الدراسة أن جسيمات الغبار الدقيقة وأكسيد النيتروجين قد تعبر المشيمة وتؤثر على نمو المخ.
- توقيت التعرض يعد عاملاً حاسمًا، حيث يكون دماغ الجنين أكثر عرضة للتأثيرات السلبية.
- تفاعل العوامل الوراثية والبيئية:
- أشار الباحثون إلى أن الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالتوحد يتأثرون بشكل أكبر بملوثات الهواء.
- هذا التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية يفتح آفاقًا جديدة لفهم مسببات التوحد وطرق الوقاية منه.
اضطرابات عصبية أخرى مرتبطة بالتلوث:
لا تقتصر تأثيرات التلوث الهوائي على التوحد فقط، بل تشمل اضطرابات أخرى مثل:
- مرض ألزهايمر: يساهم التلوث في تسريع تراكم بروتينات غير طبيعية في الدماغ.
- مرض باركنسون: يزيد التعرض للملوثات من مستويات الإجهاد التأكسدي في الخلايا العصبية.
- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD): الأطفال في البيئات الملوثة يظهرون تأخرًا في النمو الإدراكي والسلوكي.
دور أكسيد النيتروجين:
كشفت الدراسات أن أكسيد النيتروجين له دور محوري في التأثير السلبي على المخ، حيث يُحفز الالتهاب العصبي ويعطل العمليات الخلوية. تقليل التعرض لهذه المادة قد يسهم في خفض معدلات الاضطرابات العصبية المرتبطة بالتلوث.
التحديات والحلول:
- توصيات لحماية الفئات الحساسة:
- للأمهات الحوامل:
- تجنب التعرض المباشر للتلوث.
- استخدام أجهزة تنقية الهواء.
- سياسات بيئية:
- فرض قيود صارمة على الانبعاثات الصناعية.
- تحسين أنظمة النقل العام لتقليل التلوث.
- آفاق مستقبلية:
- تعزيز الأبحاث لفهم العلاقة بين العوامل الوراثية والبيئية بشكل أعمق.
- تطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية فعّالة لحماية الفئات الأكثر عرضة.
الاستنتاج:
يُعد التلوث الهوائي أحد العوامل البيئية الرئيسية التي تؤثر على الصحة العصبية. تتطلب مواجهة هذه التحديات جهودًا مشتركة بين الأفراد والحكومات والباحثين، لضمان بيئة أكثر أمانًا وصحة للأجيال القادمة.